مرحبا بكم في مدونة عمالقة الشباب الهيثميين

2014
أخر المقالات
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

إستطلاع الرأي

الأحد، 9 فبراير 2014

مقال جديد.. بقلم رشيد أمشنوك

رشيد أمشنوك

إن المتتبع للواقع المغربي في الآونة الأخيرة سيستشف بما لا يدع مجالا للشك أنه يعيش غليانا لم يسبق له مثيل و إن كانت الواجهة الإعلامية الممخزنة و المعدة بمقاسات محددة سلفا تخفي بشكل مطلق كل هذا.
إن الواقع المغربي يؤكد من جديد أن مقولة "الاستثناء المغربي" لا تعدو أن تكون إلا وهما و هراء يسعى من يزعمون بها إلى تبييض الجدار المرضوضة، و تنميق الواجهة، لكن الأرقام و الإحصاءات تنطق بما لا تشتهي سفنهم، و الواقع ينطق بحقيقة مرة تقف لهم غصة في حلقهم، فأينما حللت و ارتحلت في كل المجالات إلا و تجد الكارثة المرة تستقبلك، و بئس الاستقبال.
احتجاجات الأساتذة المقصيون...
لقد شهدت مدينة الرباط لمدة لا تقل عن شهرين احتجاجات متواصلة بشتى الأشكال لمجموعة من الأساتذة المقصيين من  الترقية إلى السلم 10 أو 11 حسب الشهادة المحصل عليها، و لا أحد يكترث لهم بدعوى أنهم لا ينضوون تحت أي إطار قانوني أو أن مطلبهم غير قانوني و ليس واقعيا، إنها تبريرات واهية طبعا لا أساس واقعي و قانوني يعضدها،فباتت سياسة الأذن الصماء هي المتعامل بها مع هذه الشريحة المحرومة التي ما فتئت تعيش الأمرين منذ أمد بعيد و ما زالت، بذريعة أن التعليم ليس قطاعا منتجا، و أنه يخرج المتمردين ذوي ثقافة سياسية ليس في صالح من يتحكمون في دواليب الدولة العميقة.
إن هذا الملف الذي ما زال لم تفك شفراته بعد، يوضح بجلاء أن الدولة بمفهومها الواقعي عاجزة عن التدبير الحقيقي للشأن التعليمي، بل ليس لديها أية إرادة حقيقية لذلك، في مقابل ذلك تحاول جاهدة أن تطفي كل عريكة متقدة لتنير الدرب، بعصاها الغليظة و تعنثها المقيت.
انتفاضة تلاميذية تميط الستار عن هشاشة المدرسة..
قد يظن البعض بأن خروج التلاميذ في أشكال احتجاجية، ليس ضد السياسة التعليمية أو ما يسمى ببرنامج "مسار" الذي أطلقته الوزارة الوصية للمتابعة الإلكترونية لكل شؤون المؤسسة، بل فقط لعدم اكتراثهم للدراسة أو لا مبالاتهم.
و يظن آخرون أنها سوء فهم للبرنامج الذي يناضلون بحذفه و ...

و أقول أن الاحتجاج التلاميذي الذي عرفته الساحة المدرسية بالمغرب لم يأت من فراغ، بل نتاج لأوضاع مزرية تعيشها هذه الفئة، و المتجلية في غياب بنيات تحتية قمينة بتمدرس في المستوى اللائق، غياب مجموعة من الأساتذة بسبب الملف المشار إليه سلفا، إذ لا يعقل أن تمر سنة و يجتازها التلميذ دون أن يدرس كل المواد...، أضف إلى ذلك الاكتضاض الذي تعاني منه جل المدارس المغربية، فضلا عن غياب الأقسام الداخلية التي بمقدورها إيواء كل التلاميذ بدون استثناء فباتت المحسوبية و الرشوة أحيانا هي المتسيدة على عملية الولوج إليها..

إن إمعان النظر في هذا المشاكل التي تزيد التعليم في المغرب ترهلا بينا سيضع الاحتجاجات التلاميذية في خانتها الصحيحة بعيدا عن الأحكام و التبريرات التي لا تترجم حقيقة الواقع.

الأساتذة الجدد و وضعيتهم الغامضة...
تعبيرا لها عن الرفض و الامتعاض لسياسة التماطل و اللامبالاة التي تتعامل بها الجهات المعنية حيال حقوقهم العادلة و المشروعة و المتمثلة أساسا في صرف الأجور، تسوية وضعيتهم القانونية و المالية، صرف أجور شهري يوليوز و غشت، فضلا عن الترسيم في السلم العاشر، الدرجة الثانية، خاضت مجموعة من التنسيقيات المحلية إضرابات و وقفات أمام النيابات الإقليمية للتعليم، دلك أنه بعد ما يربو عن ستة أشهر أو ينيف و لا أحد من المسؤوليين المعنيين يحركا ساكنا و يستيقظ من نومه العميق، ليستجيب لأصوات الأساتذة، مما يؤكد على أن التصعيد الاحتجاجي هو السبيل الوحيد للدفاع عن هذه الحقوق حتى انتزاعها.
احتجاجات طلابية متواصلة و المستقبل المخيف...
أصبح الطلبة في واقع "الاستثناء المغربي" لقمة سائغة أمام المشاكل البيداغوجية و الاجتماعية و النقابية التي تعج بها الساحة الجامعية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الطالب المسكين و الوافد الجديد أن يصنع لنفسه مستقبلا يليق بكرامته و ينأى به عن شبح البطالة و المستقبل المخيف، يجد نفسه وسط اضطرابات نفسية لا تنتهي و توترات سيكولوجية لا يقوى عليها، فتنهزم نفسيته و تتضاءل إرادة المقاومة.
فلا يسلك في أذن الجائع إلا صوت يبشر بالخبز، فكيف لهذا الطالب أن يجد و يجتهد في أتون هذه الأزمات الناعمة التي تعرفها الجامعة ؟ و ماذا عساه يفعل أمام هذه العواصف التي تهاجمه بين الفينة و الأخرى ؟
فلا يجد أمام نفسه إلا سبيل النضال و الاحتجاج للتعبير عن الامتعاض الشديد و الرفض المطلق لكل هذه المثالب المصنوعة لكي تبتر إرادة الطالب و ييأس و يدب السأم في نفسيته.
الطلبة الحاصلون على الشواهد العليا، و الاحتجاجات المتواصلة...
لو كانت تتحدث شوارع الرباط، لكانت أحسن ناطق رسمي عن المعاناة التي تساور شريحة من خيرة هذا البلد، ذنبهم الوحيد أنهم جدوا و اجتهدوا، ليحصلوا في النهاية عن شهادات تعبر عن مستواهم الثقافي و العلمي، و إذا بهم يصدمون بأمواج عاتية من المشاكل تتصدى لأحلامهم و آمالهم، و هي أن يحصل على وظيفة تحفظ له كرامته و ترجع له قيمته.
ففي الوقت التي ينتظر أن يتم تشجيع البحث العلمي و الرقي بالتعليم المغربي، أصبح العكس هو الحاصل تماما، مما يؤكد على أن سكة الحقيقة ما زالت بعيدة عن أصحاب القرار، و أن التغيير الذي يزعمونه وهم مصطنع ما دام قاع الإناء مخروما.

حاصل القول، إن هذه المؤشرات التي تعتبر نقطة في بحر من مظاهر الكساد، تعتبر حقيقة ناصعة عن المشهد السياسي في المغرب، و كل زعم يدحض هذا القول فهو تحريك للمياه الراكدة لا غير.

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة