مرحبا بكم في مدونة عمالقة الشباب الهيثميين

2014
أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

إستطلاع الرأي

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

من يوميات الأستاذ الشاعر عبد الهادي روضي ستبقى خالدا في الأذهان

من وحي طاطا

يوم الأربعام المنصرم حضرت إلى الجباير وهي قرية صغيرة بضواحي مدينة طاطا، بدعوة من أعضاء نادي الشبيبة والبيئة، لتأطيرهم ومنحهم أوكسجين الممارسة الجمعوية الجادة، أحسست بولادة جديدة، وبدفء تلامذة كانا بالأمس نهديهم باتجاه صيد المفردات، وهاهم بعد سنوات يؤمنون بنبوءة القصيدة.

السبت، 15 فبراير 2014

ترميم الاستبداد


بقلم: رشيد أمشنوك
ضحك على الذقون و ذر الرماد في العيون، بشعارات و خطابات عف عليها الزمن و لن يصدقها إلا من أصابه الجنون، ما دام الاستبداد يتمظهر لنا في شتى الفنون، راميا الإطالة من عمره، أياما كانت أو سنون. هكذا يمكن أن ننظر إلى وضع بلدنا –المغرب-، في هذه الآونة الأخيرة، حيث الكل تجند و استيقظ، و على سواعدهم تشمروا، و جذوة عزيمتهم اتقدوا، فها هي تصريحات هنا وأخرى هناك، و زيارات هنا و هناك، من أجل هدف واحد ألا و هو تنميق الاستبداد، أما عن النهوض بالبناء الخرب الذي ينتظر إعادة الترميم، فانشغل به الكل و تلملمت حوله أيادي مسيسة،  بارعة في الكولسة و التزييف، فلا يعدو أن يكون إلا مظهرا آخر من مظاهر الاستبداد الذي يعاد ترميمه و تحيين أفاعيله الموبوءة في كل عمل مدبر و خبر منظر و برنامج مسطر.
دق ناقوس الخطر                                   
أينما و ليت وجهك في هذه البلاد السعيدة، إلا و تجد الكارثة تصعقك و أنت تنظر إليها، والأزمة تسحلك لتلقي بك أرضا إن أطلت فيها النظر، إنها حقا بوادر انفجار شعبي و انتفاضة ضد من سحق ثروات المواطنين و صادر حقوقهم، إذ كل شيء حرم منه المواطن و قمع، و في سجون الظلم و الطغيان وضع وقبع، و من عيش كريم و سكن نبيل منع و شمع، أما عن التعليم و الاقتصاد فذاك شأن نخر روحه و بدد الكساد بنيته، فأصبح أم الأزمات يقاس به أثر الاستبداد و يعدد.
فكيف يمكن إذن أن نتحدث عن تغيير وقع؟، في أتون هذه الفظائع، انظر معي إلى التعليم…، جيوش من الطلاب حصلوا على الشهادات و كانت و جهة بعضهم قبة البرلمان، و آخرون تجدهم يفرشون على قوارع الطرق لكي يجلبوا ما به يسدوا رمقهم، و ينسوا ما خلفته أيادي الكولسة و الأدلجة المقيتة، و إن استحال نسيانه، لكي يعود في بداية كل موسم مترشحا لاجتياز امتحان وسط جيوش من المعطلين، راميا بصنارته و من يدري أنها ستصطاد له ما يذهب به ظمأ سنون طوال قضاها في حجرة الدرس و داخل أسوار الجامعة، إنها معادلة صعبة حقا أن تجد مائة و خمسون ألفا أو يزيد من حاملي الشهادات في المغرب سيجتازون امتحانا لم ترصد له سوى ثمانية آلاف من الوظائف الشاغرة، و البقية ستعود من حيث رجعت و كل الأبواب عليها موصدة، إن هذا يعتبر  بمثابة معطى واحد فقط، سقناه لنكشف بصراحة  و وضوح على أن ما فسدته القرون من شؤون العباد لا يمكن أن يصلح  بمجرد خطاب سياسي فحواه التنصل من المسؤولية عن ما آلت اليه الأوضاع في المغرب، أم أن الأمر هو ترميم لاستبداد و فق مقاسات جديدة يستهدف إفشال طرف من الأطراف في مقابل إعداد زمرة جديدة تقبل بالكائن و تسلم بالقبول و السكون.
بالفعل إنه ترميم وفق معايير معاصرة وضعتها الأمريكان، راعية الاستبداد في كل مكان، و تشبث بها الطغاة و الجبابرة ليعدوا للإنسان، ما به تُسلب كرامته و تهان، و يدجن فكره و يستكان، ضاربين عرض الحائط ما يبوحون به من حقوق الإنسان، و كاشفين عن نواياهم النتنة و مصالحهم الفاسدة.
إن كان الترميم مفهوما من المفاهيم المرتبطة بإصلاح البنايات التاريخية، لكي تسترجع رونقها و جمالها الحضاري و التاريخي، فقد أسندناه عمدا للاستبداد الذي يعاد قولبته في كل زمن و يقام بتحيينه وفق كل تصور جديد، لكي يضمن استمراره و استدامته، الذي ظن أهله أنه دائم إلى الأبد تحت يافطة شرعية مصطنعة، و وفق تصورات معدة سلفا من قبل رعاة الاستبداد، في مجالات السياسة و الدين و الاجتماع و الاقتصاد.
إن ذهبت إلى السياسة من حيث اختيار الأمير و من سيتولى شؤون العباد، ستجد كل شيء تغير و تبدل، لا ينفع معها المنطق، و لا بالحساب سيعدل، مقاييس جديدة و معايير مبتكرة، تقاس من خلالها السوائل بالكيلومترات، و المسافات باللترات، بالنزوات يكون التدبير، و الأنانية المستعلية تتسيد على الموقف، إنها إطالة في الطغيان و لو كلف قلب الواحد بالإثنان، و تبديل إنسان بإنسان يستكان و يهان.
أما في الدين فذاك شأن افتضح بدءا، أئمة البلاط سطروا فقهم و به يعززون صرح دعاويهم، إن ناقشتهم  رفضوك لأنك إرهابي و لا تفهم في علمهم البتة، حتى تستسلم لكي تضع فوق رأسك القبعة الحمراء، و تجهر بالخنوع و الخضوع، و بعدها ينبئوك بقولك المشروع.
أما الحديث عن الاجتماع و الاقتصاد، فسيكفينا رصد ما عرفته هذه الأيام من ارتفاع للأسعار في كل شيء في الحليب و المحروقات و بعض المواد الغذائية،  فألهبت فؤاد المسكين، و زادته تفقيرا و تنكيلا، فلم يجد إلى من يشكي له سوء أحواله و الضنك القاسي الذي أحل به، اجتمع عليه كل شيء، مصاريف الأعياد و أتعاب الدخول المدرسي، في مقابل انعدام لمصادر الاسترزاق، فبات اليأس و السأم يخيم على حياته، إنه استبداد يا أخي، الذي لم يترك باب إلا طرقه، و لا بيت إلا دخله، عكر صفو كل شيء، و أضاق على العباد عيشهم و كبل حرياتهم، بسبب زمرة لا تريد أن تبوح بحقيقة الواقع المزري فباتت تطبل و تزمر، مساهمة بشكل كبير في إطالة أمد الاستبداد مرممة إياه لكي يتبدى في صور أخرى، ليجلوا لشعب مستضعف أن فعلا هناك تغيير، لكنه تمثيل مسرحي بأبطال مبدعين في سياسات التماطل و التسويف.
كل هذا يجعلنا نقول بأن الاستبداد يبقى استبدادا و لو تلون بألوان متعددة و تسربل في أشكال شتى، لأنه كساد مستشري يقبع من وراءه كل مستضعف، و أن كل ما يظنون هو في خدمة الشعب في ظل هذا المناخ هو ترميم  للاستبداد و تحيينه وفق متطلبات أي مرحلة على حدة، الأمر الذي بات يوضح بجلاء كبير أن همهم الوحيد هو التفكير في الاستبداد المستدام بشروط مضمونة و واقعية.


الخميس، 13 فبراير 2014

الأحد، 18 ديسمبر، 2011 حذار..حذار من تهميش وإهمال تراث بلادي

حذار..حذار!!
من تهميش وإهمال
                      تراث بلادي

      =====   

المآثر التاريخية، هي تراث خلفه الأجداد، وقد عان  الأمرين إهمال من طرف الدولة، وتهميش من طرف أبناء المنطقة.
وهذا هو حال بعض القصور بطاطا.. وبما أنه كنز ورثناه من أسلافنا وتراث لحضارتنا ومستقطب للسياح، ورمز لثقافتنا فيجب المحافظة عليه. ومعظم الدواوير بطاطا تتوفر على قصور غاية في الروعة " توكريح- تكسلت.." تسمى بـ"أخربا".
ولكنها بدأت تتعرض للتساقط، وذلك بسبب عوامل بشرية وطبيعية، مشاغبين  يدمرون سقوفها وجدرانها وبسبب عدم تحملها لتغييرات المناخية. وهذا راجع إلى غياب دور مندوبية الثقافة بالإقليم. والتي اقتصرت على الاهتمام بالمآثر التاريخية "تامدولت" وعمدت إلى ترميمها والحرص على مراقبتها، وتركت المآثر الأخرى تعاني. ولذا يجب المحافظة على مآثرنا لأنها جزء من أصالتنا.
اضن ان الرسالة قد وصلت
فحذار، ثم حذار! من التهميش والإهمال خوفا على مآثرنا من الاندثار.
أحمد بن علي جميعا من أجل المحافظة على ترات 
3/3

مبيريك فيلم قصير من إنتاج النادي السينمائي بثانوية الوحدة الإعدادية

فيلم “مبيريك”

بين قساوة الوسط الاجتماعي وصرامة المحيط التربوي

رسالة في قالب سينمائي إلى وزارة التربية الوطنية

“مبيريك” هو عنوان الفيلم القصير التربوي الذي قام بإنتاجه النادي الأدبي ونادي التربية الموسيقية بثانوية الوحدة الإعدادية بأديس/طاطا.

ينبني فيلم “مبيريك” على فكرة الهدر المدرسي من زاوية الصعاب التي يجدها التلاميذ في بعض المناطق النائية الجنوبية (جماعة أديس القروية نموذجا). من جهة أخرى يحكي الفيلم قصة تلميذ يعاني قساوتي الظروف الطبيعية (البعد عن المدرسة) وصرامة المحيط التربوي، أمام هكذا وضع يستمر البطل في الحلم.

بدأ تصوير الفيلم من يوم 15 يناير إلى يوم 22 يناير 2009 .تواصل العمل على المونطاج والموسيقى التصويرية ليستمر إلى غاية 28 يناير 2009 بوثيرة مكثفة.

فيلم مبيريك هو فكرة الأستاذ أحمد هربولي الذي أشرف على الموسيقى التصويرية حيث أنجز نوتات تناسب المشاهد مشركا معه فرقة أحواش لثانوية الوحدة الإعدادية إضافة إلى العودا(على آلة الناي) التلميذ المدني بورحيم.

وقد قام بدور البطولة التلميذ نور الدين أولحسن وهو نموذج للتلاميذ الذين يقطنون بعيدا عن المؤسسة ويقطعون مسافات طويلة للوصول إلى قسمه. نور الدين أولحسن أو “مبيريك” تميز بصفات استثنائية أهلته للعب هذا الدور من بين أكثر من 700 تلميذ وتلميذة، فهو جريء وطريف وله نظرات معبرة وتقاسيم تنطبق على الشخصية الرئيسة في الفيلم.

وقد عانى الأمرين أثناء تمثيل الدور فمن ذلك أنه قام بعشر دورات حول ملعب الرياضة بالمؤسسة ليبدو عليه التعب الحقيقي من جراء الطريق التي قطعها وهو واقف أمام أستاذه يستجدي أن يدخل القسم بعد قدومه متأخرا، كما أنه صبر لحفنات التراب التي سكبت عليه لتبدو معاناته حقيقية.

التلميذة صوفية ايبورك التي تبدو كأنها أم حقيقية بالزي التقليدي لأمهات المنطقة جسدت دور الأم المهملة لابنها حيث ترسله متأخرا دون إفطار ، لكن نبرة الحنان والود التي تحملها اتجاه فلذة كبدها كانت بادية في نبراتها.

الفيلم اعتمد على خلفية  تراثية وتقليدية وطبيعية حيث تبدو الطبيعة القاسية في مشاهد عديدة، دون إغفال حميمية الأرض التي يلمحها المشاهد من بعيد على شكل واحات للنخيل، وما يؤثث الفضاء بشكل بانورامي هو الهندسة المعمارية النادرة للمنازل الطوبية القديمة المتآكلة الدالة على الفقر وبساطة العيش وهي خلفية تنساب صورا مع دفق من الأهازيج المحلية.

ما يميز أيضا الفيلم هو الأبواب المغفلة فالمشاهد يلحظ أن باب المدرسة قد أغلق في وجه التلميذ المتحمس للدراسة، وبعد أن تخطى حاجز سور المدرسة، سيوصد باب القسم في وجهه من جديد، وبعناد وإصرار يتوجه التلميذ إلى الحراسة ليطرد فتقفل جميع الأبواب في وجهه.

وعلى عكس الأبواب المغلقة سيجد المشاهد نهاية منفتحة على الحلم على امتداده. لأنه لولا الحلم لما كان هناك متسع للحياة.

الأربعاء، 12 فبراير 2014

مجرد نقطة سوداء تجزأت إلى نقط أكتر سواد. أخوكم أحمد بنعلي

(نقطة سوداء)
نعود بأبناء المنطقة  إلى الجانب الذي لطالما سيشكل واجهة أساسية لتقدم
هدا الإقليم والمداشر الطاطوية خاصة , لنطرح مشكلا من المشاكل التي
باتت تعيق مسار تقدم هذا الإقليم , الاوهو أمية  ممثلي كل المداشر    
والدواوير داخل الجماعات القروية ونوابنا في البرلمان ...          
في وضح الأعوام  الفارطة  ودجى السنوات المقبلة,
 إننا نجد الممثل القروي لا يتوفر على كل
المؤهلات التي تخول له كامل الصلاحية لتحكم في هدا المنصب  وإبراز
شخصيته داخل هدا المقام الذي انحرف واتسم بنوع من الهشاشة والإحتكار
وبالتالي لا يتطلب من ممثلنا إقتناء شواهد دراسية كبيرة أو شخصية متقفة
بارزة, له دراية بكل المجالات و عزيمة ورغبة قوية في تنضيم و تسيير المجال
فقط حقيبة مملوءة الفراغ بالورق والنقد ستعفيك من كل ذلك, وتسوغ لك سد
ثغور وبطش الجهال اللذين لم يدركوا مدى حقيقة دور هذا المقام
(الميزانية والدراسة)
الميزانية تسبق الدراسة فلا يعقل في إحدى التعليقات لأحد الممثلين
أن قال ''دراسة المشروع قد أجريت ولكن الميزانية ليست بين أيدينا  ''
فهدا فيه سلح على الوجوه و طمس مادام الدوار كله صامت و راكد
ينتظر رياحا  تضج بالشجاعة والسلاح.
      أين الخلل ؟
الآفة منا, نحن من أدرجهم في سياق الدفاع عن مطالبنا 
فالخلل واضح ومشخص والوسيلة قد هيأت ولكن أين من يأخد العزيمة
ويتسيد الأمور نحو الإصلاح ؟         
ما واقعنا؟
الواقع حقيقة صادمة تسعق الصورة الحسناء إن تمنينى أن يكون هناك حسن
في المجال السياسي
ومنه فإننا لم نرى قط ساسا فتح بساطه لخدمة الوطن,علىكترة ما نجد

بطشا و طمعا و لئاما في بطن من إنتفخت وجنتيه,مما يجعلنا حبيسي
الهشاشة والإستبداد وسياسة نهب الأموال في شتى المجالات ونغدوا
في بر بلا أمان
الإصلاح؟
ان تكلمنا عن الإصلاح هل نتحدت عن تاريخ مرير خلف
قبسا لا ينطفئ,ام واقع حقير أراد إستقرار هده المرارة
لبناء مغرب متخلف رفع عليه القلم وسدل عليه الستار
وابتعد كل النوى عن الحضارة .
لا تبخلوا علي أصدقائي بالردود فهذه مجرد نقطة سوداء تجزأت إلى نقط أكتر سواد.

أخوكم أحمد بنعلي

الأحد، 9 فبراير 2014

مقال جديد.. بقلم رشيد أمشنوك

رشيد أمشنوك

إن المتتبع للواقع المغربي في الآونة الأخيرة سيستشف بما لا يدع مجالا للشك أنه يعيش غليانا لم يسبق له مثيل و إن كانت الواجهة الإعلامية الممخزنة و المعدة بمقاسات محددة سلفا تخفي بشكل مطلق كل هذا.
إن الواقع المغربي يؤكد من جديد أن مقولة "الاستثناء المغربي" لا تعدو أن تكون إلا وهما و هراء يسعى من يزعمون بها إلى تبييض الجدار المرضوضة، و تنميق الواجهة، لكن الأرقام و الإحصاءات تنطق بما لا تشتهي سفنهم، و الواقع ينطق بحقيقة مرة تقف لهم غصة في حلقهم، فأينما حللت و ارتحلت في كل المجالات إلا و تجد الكارثة المرة تستقبلك، و بئس الاستقبال.
احتجاجات الأساتذة المقصيون...
لقد شهدت مدينة الرباط لمدة لا تقل عن شهرين احتجاجات متواصلة بشتى الأشكال لمجموعة من الأساتذة المقصيين من  الترقية إلى السلم 10 أو 11 حسب الشهادة المحصل عليها، و لا أحد يكترث لهم بدعوى أنهم لا ينضوون تحت أي إطار قانوني أو أن مطلبهم غير قانوني و ليس واقعيا، إنها تبريرات واهية طبعا لا أساس واقعي و قانوني يعضدها،فباتت سياسة الأذن الصماء هي المتعامل بها مع هذه الشريحة المحرومة التي ما فتئت تعيش الأمرين منذ أمد بعيد و ما زالت، بذريعة أن التعليم ليس قطاعا منتجا، و أنه يخرج المتمردين ذوي ثقافة سياسية ليس في صالح من يتحكمون في دواليب الدولة العميقة.
إن هذا الملف الذي ما زال لم تفك شفراته بعد، يوضح بجلاء أن الدولة بمفهومها الواقعي عاجزة عن التدبير الحقيقي للشأن التعليمي، بل ليس لديها أية إرادة حقيقية لذلك، في مقابل ذلك تحاول جاهدة أن تطفي كل عريكة متقدة لتنير الدرب، بعصاها الغليظة و تعنثها المقيت.
انتفاضة تلاميذية تميط الستار عن هشاشة المدرسة..
قد يظن البعض بأن خروج التلاميذ في أشكال احتجاجية، ليس ضد السياسة التعليمية أو ما يسمى ببرنامج "مسار" الذي أطلقته الوزارة الوصية للمتابعة الإلكترونية لكل شؤون المؤسسة، بل فقط لعدم اكتراثهم للدراسة أو لا مبالاتهم.
و يظن آخرون أنها سوء فهم للبرنامج الذي يناضلون بحذفه و ...

و أقول أن الاحتجاج التلاميذي الذي عرفته الساحة المدرسية بالمغرب لم يأت من فراغ، بل نتاج لأوضاع مزرية تعيشها هذه الفئة، و المتجلية في غياب بنيات تحتية قمينة بتمدرس في المستوى اللائق، غياب مجموعة من الأساتذة بسبب الملف المشار إليه سلفا، إذ لا يعقل أن تمر سنة و يجتازها التلميذ دون أن يدرس كل المواد...، أضف إلى ذلك الاكتضاض الذي تعاني منه جل المدارس المغربية، فضلا عن غياب الأقسام الداخلية التي بمقدورها إيواء كل التلاميذ بدون استثناء فباتت المحسوبية و الرشوة أحيانا هي المتسيدة على عملية الولوج إليها..

إن إمعان النظر في هذا المشاكل التي تزيد التعليم في المغرب ترهلا بينا سيضع الاحتجاجات التلاميذية في خانتها الصحيحة بعيدا عن الأحكام و التبريرات التي لا تترجم حقيقة الواقع.

الأساتذة الجدد و وضعيتهم الغامضة...
تعبيرا لها عن الرفض و الامتعاض لسياسة التماطل و اللامبالاة التي تتعامل بها الجهات المعنية حيال حقوقهم العادلة و المشروعة و المتمثلة أساسا في صرف الأجور، تسوية وضعيتهم القانونية و المالية، صرف أجور شهري يوليوز و غشت، فضلا عن الترسيم في السلم العاشر، الدرجة الثانية، خاضت مجموعة من التنسيقيات المحلية إضرابات و وقفات أمام النيابات الإقليمية للتعليم، دلك أنه بعد ما يربو عن ستة أشهر أو ينيف و لا أحد من المسؤوليين المعنيين يحركا ساكنا و يستيقظ من نومه العميق، ليستجيب لأصوات الأساتذة، مما يؤكد على أن التصعيد الاحتجاجي هو السبيل الوحيد للدفاع عن هذه الحقوق حتى انتزاعها.
احتجاجات طلابية متواصلة و المستقبل المخيف...
أصبح الطلبة في واقع "الاستثناء المغربي" لقمة سائغة أمام المشاكل البيداغوجية و الاجتماعية و النقابية التي تعج بها الساحة الجامعية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الطالب المسكين و الوافد الجديد أن يصنع لنفسه مستقبلا يليق بكرامته و ينأى به عن شبح البطالة و المستقبل المخيف، يجد نفسه وسط اضطرابات نفسية لا تنتهي و توترات سيكولوجية لا يقوى عليها، فتنهزم نفسيته و تتضاءل إرادة المقاومة.
فلا يسلك في أذن الجائع إلا صوت يبشر بالخبز، فكيف لهذا الطالب أن يجد و يجتهد في أتون هذه الأزمات الناعمة التي تعرفها الجامعة ؟ و ماذا عساه يفعل أمام هذه العواصف التي تهاجمه بين الفينة و الأخرى ؟
فلا يجد أمام نفسه إلا سبيل النضال و الاحتجاج للتعبير عن الامتعاض الشديد و الرفض المطلق لكل هذه المثالب المصنوعة لكي تبتر إرادة الطالب و ييأس و يدب السأم في نفسيته.
الطلبة الحاصلون على الشواهد العليا، و الاحتجاجات المتواصلة...
لو كانت تتحدث شوارع الرباط، لكانت أحسن ناطق رسمي عن المعاناة التي تساور شريحة من خيرة هذا البلد، ذنبهم الوحيد أنهم جدوا و اجتهدوا، ليحصلوا في النهاية عن شهادات تعبر عن مستواهم الثقافي و العلمي، و إذا بهم يصدمون بأمواج عاتية من المشاكل تتصدى لأحلامهم و آمالهم، و هي أن يحصل على وظيفة تحفظ له كرامته و ترجع له قيمته.
ففي الوقت التي ينتظر أن يتم تشجيع البحث العلمي و الرقي بالتعليم المغربي، أصبح العكس هو الحاصل تماما، مما يؤكد على أن سكة الحقيقة ما زالت بعيدة عن أصحاب القرار، و أن التغيير الذي يزعمونه وهم مصطنع ما دام قاع الإناء مخروما.

حاصل القول، إن هذه المؤشرات التي تعتبر نقطة في بحر من مظاهر الكساد، تعتبر حقيقة ناصعة عن المشهد السياسي في المغرب، و كل زعم يدحض هذا القول فهو تحريك للمياه الراكدة لا غير.

المشاركات الشائعة