لمحة تاريخية عن دوار الجباير (محمد بونعيلات)
يقع مدشر الجباير جنوب مركز طاطا، ويبعد عنه بحوالي أربعة عشرة كيلومترا، وتوجد به زاوية "سيدي أحمد بن علي بن جبيرة " وأغلب سكانه من المرابطين، ويعود سبب تسمية الدوار بهذا الاسم إلى نسب هذا الولي الصالح، وهذا الفضاء(الجباير) أصبح قبلة للسياح من جميع أقطار العالم، لكن وبخلاف هذا تعاني من نقص حاد في مجموعة من المواد الأساسية بالنظر إلى المجال الفلاحي (الزراعة وتربية الماشية)، فهي تعرف ضعفا كبيرا لانعدام الماء الصالح للشرب أو لقلته بالأحرى والتكتل الكبير للكثبان الرملية، إذ أن بعض الساكنة كانوا يقومون بعمليات التشجير لمحاربة التصحر لكن بدون جدوى! فلم يبقى للجباير يدا إلا التغني بالمآثر التاريخية والتي أصبحت مهددة هي الأخرى بالاندثار والهدم.
بولوجنا إلى عين المكان مشيا على الأقدام من أنغريف إلى الجباير، أحسست بالإرهاق والتعب الشديدين، حتى أتممنا المشوار بمشقة الأنفس، لكن على النقيض من ذالك أجد أصدقائي في فرح
وشوق كبير لرؤية الجباير ومآثرها التاريخـــــة خاصة "شعبة المنـزاب" وهو عبارة عن منعطف خطير يشبه شكله شكل "المنـزاب ". ولكن ما لم يرق إعجابي هي تلك العيون التي تتجه صوبنا، وما أن ذهبنا لنتفقد منزلا قديما فخما، فإذا به نجد أنه أصبح عشا للطيور ومأوى للفئران، والعنوان المزخرف الذي وضع فيه غاية في الروعة، لكن الأحسن من هذا هو برج الجباير، وقيل أنه كان يحتضن الحفلات والأعراس...، لكن حاليا لم يعد سكان المدشر يصلونه بدعوى قولهم أنه أصبح مسكونا بالجن، وكلمة "برج" تعني بناء عالي شامخ ومحصن، وكذلك زاوية سيدي أحمد بن علي السالفة الذكر؛ وهي مقبرة بالجباير لولي صالح هو ( ابن سيدي علي بن حسين المدفون بزاوية بدوار أديس ) والذي يكن له أبناء الدوار وغيرهم التقدير والاحترام، حيث يقيمون فيه موسم سنويا يتصادف وعيد المولد النبوي الشريف؛ حيث يحج إليه الناس من جميع الدواوير المجاورة ويقدمون له مجموعة من الذبائح.
إن دوار الجباير كان يلعب أدوارا هامة في التجارة والمبادلة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء (مالي والسودان وتومبكتو...)، لكونها تحتضن العديد من البنايات الأثرية العظيمة والتي يشهد لها التاريخ.
لكن هل ستبقى الجباير مكتوفة الأيدي في ظل معاناتها جراء التصحر والتهميش والإقصاء التي تعيشه ؟





0 التعليقات :
إرسال تعليق